
كَرَاهِبٍ
فِي جَنُوبِ الْغَارِ قَدْ عَكَفَا
وَضَوْءُ مِصْبَاحِهِ لَمْ يُهْدِهِ الْهَدَفَا
كَتَائِهٍ سَاهِرٍ خَلْفَ الدُّجَى وَقَفَا
يَسْتَرْشِدُ النَّجْمَ فِي اللاَّكَوْنِ قَدْ سَلَفَا
كَطَالِبٍ غَيْمَةً
فِي أَرْضِ مَقْفَرَةٍ
يَغْدُو يَرُوحُ وَهَذَا الْغَيْمُ مَاانْكَشَفَا
كَصَارِخٍ دُونَمَا تَعْلِيلَةٍ وَرَدَتْ
مِنْ فَرْطِ وِرْدِهِ أَمْسَى هَائِمًا دَنِفَا
صَحْرَاءُ أَيْنٍ وَحُزْنٍ فِي مَسِيرَتِهِ
يَجْتَازُهَا هَائِمًا… وَالْهَيْمُ لَنْ يَقِفَا
خَلْفَ الطَّبِيعَةِ
دَرْوِيشٌ بِسُبْحَتِهِ…
شَوْقِي هُنَا أَبَتِي فِي الله قَدْ رُصِفَا
أَنَاهُنَا ذَاكِرٌ آَوِي إِلَى جَبَلٍ
لاَ كَالَّذِي …
حَنَّ فِي الطُّوفَانِ …. “وَا أَسَفَا”!!!
وَالْعَزْمُ سُلَّمُ صُوفِيٍّ إِلَى نُسُكٍ
وَالَّليْلُ مُؤْنِسُ عَرَّافٍ إِذَا انْتَصَفَا
صَوْتٌ أَنِيسٌ
يُنَادِي الْعَارِفِينَ سُرًى
“لِله وَعْدٌ لِكُلِّ السَّالِكِينَ وَفَى”
تَقُولُ لِي الرِّيحُ اِخْلَعْ نَعْلَ مَعْصِيَةٍ
عَلِّي أَخُوضُ بِوَادِ الٌقُدْسِ مُعْتَكِفَا
عَلِّي أُكَابِدُ فِي بَحْرِ الْحَقِيقَةِ
كَيْ أَرْتَاضَ نَفْسِي
عَنِ الإِيمَانِ مُنْحَرِفَا
عَلِّي أَرَى فِي فَنَاءِ الْمُنْتَهَى ثِقَةً
فَيَحْمِلُ الْقَلْبُ صَفْوًا بَعْدَ مَا وَجَفَا
صَوْتٌ هُنَا هُدْهُدُ الْمَضْمُونِ مِنْ سَبَإٍ
وَلِي سُلَيْمَانُ يَحْكِي مِنْهُ مَااكْتَنَفَا
قِفَا…
لِذِكْرَى جَلاَلِ الله دُونَ فَتًى
مِنْ قَبْلُ قَالَ بِأَطْلَالِ الْحَبِيبِ… “قِفَا”
رِيحٌ تُنَافِسُ رِيحًا لِلْمَدَى
فَمَتَى الْأَرْيَاحُ تَسْقِي مِيَاهَ الْصُّلْحِ وَاللَّطَفَا؟
الْكَوْنُ يَنْسَابُ
… وَالْأَيَّامُ خُطْوَتُهُ
لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ لاَ مَأْوًى لِمَنْ خَلَفَا
إِلاَّ الَّذِي …بَاتَ فِي الأَذْكَارِ مُنْغَرِقَا
إِلاَّ الَّذِي …..قَدْ تَلاَ الآَيَاتِ ثُمَّ صَفَا
بقلم/ سنغاري أبوبكر