
كَمِثْلِ صَحْرَاءَ جَفَّتْ فِيهَا السُّبُلُ
يَشْتَاقُ قَلْبِي لِسَحَابٍ وَهُوَ مُنْجَدِلُ
لَيْتَ اللَّيَالِي تُعِيدُ الدَّهْرَ مُبْتَسِمًا
حَيْثُ الصَّفَاءُ، وَحَيْثُ الأُنْسُ يَكْتَمِلُ
حَيْثُ الطُّفُولَةُ تُزْهِرُ فِي مَلَامِحِنَا
وَالدَّرْبُ بِالنُّورِ لَا يُطْوَى وَلَا يَفِلُ
حَيْثُ الأَمَانُ يُدَارِي كُلَّ دَامِعَةٍ
وَالْقَلْبُ لَا يَشْتَكِي هَمًّا وَلَا خَلَلُ
حَيْثُ الأَغَانِي تُصَافِي الرُّوحَ فَرْحَتَهَا
لَا يَعْتَرِيهَا جَفَاءٌ وَلَا مَلَلُ
حَيْثُ الهُدُوءُ يُنَادِينِي فَأَتْبَعُهُ
وَالصُّبْحُ يَأْتِي بِضَوْءٍ لَيْسَ يَنْتَقِلُ
قَدْ جَفَّ قَلْبِي كَأَرْضٍ لَا مُغِيثَ لَهَا
إِلَّا الرَّجَاءُ، وَلَكِنْ خَابَ مَا أَمَلُوا
لَا طَيْفَ حُبٍّ، وَلَا صَوْتٌ يُؤَانِسُنِي
حَتَّى الدُّجَى حَالِكٌ، وَالصُّبْحُ مُنْخَذِلُ
يَا حُزْنَ دَهْرٍ بِقَلْبِي، كَيْفَ أَحْمِلُهُ؟
قَدْ شَابَ قَلْبِي، وَخَطْوِي خَائِفٌ وَجِلُ
كَيْفَ السَّعَادَةُ تَأْتِي بَعْدَ وَحْشَتِنَا؟
قَدْ ضَاعَ فِي مَهْجَتِي صَوْتٌ بِهِ وَجَلُ
لَيْتَ الصِّبَا مَرَّ طَيْفًا فِي مَخِيلَتِي
إِذْ فِي رُؤَاهُ شِفَاءٌ لَيْسَ يَنْعَزِلُ
لَيْتَ الحَيَاةَ تُرِينِي وَجْهَ مَنْ رَحَلُوا
مَا عَادَ يُدْرِكُنِي فِي الحُبِّ مُشْتَغِلُ
آهِ لِدَهْرٍ تَوَلَّى لَا رُجُوعَ لَهُ
يَمْضِي بِنَا العُمْرُ، وَالدُّنْيَا بِهَا عِلَلُ
وَكُلُّ مَا كُنْتَ تَرْجُوهُ سَتُدْرِكُهُ
أَوْ سَوْفَ يَأْتِيكَ سَاعٍ مِثْلَمَا الأَجَلُ
بقلم/ مروان أمين