الحياة قاسية…
هكذا تبدو للعابثين
من معتقداتهم السلبية:
“ذو العقل يشقى في النعيم بعقله،
وأخو الجهالة في الشقاء ينعم.”

السؤال
أبواب النعيم لا تفتحها الصلوات الخمس والصيام فقط، تلك هي حقوق الله! ستجد أولئك متوكلون على الله وهم أشقياء، والنعيم يعبر من خلالهم وأشقياء، إنجازاتهم بلا روح حياة. أن تنجز شيئًا وأن تعيش شيئًا آخر، وماذا لو اجتمع كلاهما!
أبواب النعيم تشرق في روح تبث الطمأنينة والخير، دون قيد أو شرط، ودون تمييز لإنسان على إنسان آخر. النعيم ليس ورقة يانصيب، وليس بمجرد أنك ذكي وجميل تستحق النعيم. المعادلة روحية مع السماء، وقيمتك للأرض حقيقة، وليس رياءً أو سمعة. هي كما في نص الإنجيل: “مبارك تكون في دخولك وخروجك”، وفي نص القرآن: “إياك نعبد وإياك نستعين”، “لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
نرجع لبيت الشعر: النعيم ليس حالة عقلية، إنما يُدرَك بالعقل، تمامًا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (…أَلَا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ القَلْبُ…). رب قلب جاهل أحق بالنعيم من عقل عالم، ويُستدل من معنى حديث “إن الله ينظر إلى قلوبكم”، أي جنة الإيمان وحلاوته في القلب وليس العقل. مصدر النعيم الروح والقلب، ونُدركه بالعقل وليس العكس.
وفي قيمتك للأرض حقيقة تُفسر لك: لماذا بعض الذين لا يؤمنون بالله يعيشون شكلًا من أشكال النعيم في هذه الدنيا الفانية؟
فاللهم اجعلنا ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، السابقون بالخيرات.
بقلم/ابتهال أزهري