
لَا شَكَّ لِي بِغَدٍ جِيلٌ سَيَذْكُرُهُ
فَوْقَ الشَّرَايِينِ وَالتَّارِيخُ يَكْتُبُهُ
ضَوْءٌ تَبَلَّجَ نَهْرًا تَحْتَ إِمْرَتِهِ
وَمَدَّ طَاقَةَ شَمْسِ الْكَوْنِ بَهْجَتُهُ
فِي غَابَةِ الصَّبْرِ بَاتَ اللَّيْثُ مُنْفَرِدًا
لَكِنَّهُ كَلِمَةُ الْهَادِي تُؤَنِّسُهُ
مَهْمَا يَمُرُّ عَلَى النِّيرَانِ حَافِيَةً
وَالْقَلْبُ فِي مَلَإِ الْأَعْلَى سَيَحْفَظُهُ
لَا شَيْءَ يُعْجِبُهُ لَا شَيْءَ يُحْزِنُهُ
لَا شَيْءَ يُوقِفُهُ لَا شَيْءَ يُفْسِدُهُ
كَمْ غَاصَ فِي مَهْمَهٍ خَافَ الرِّجَالُ بِهَا
وَقَنَّصَ الْفِيلَ حَتَّى الشَّرْقَ يَأْكُلُهُ
بَحْرٌ عَلَى هَامِشِ الْقِرْطَاسِ مُضْطَجِعٌ
بُرْدُ الْعِبَادَاتِ فِي الظَّلْمَاءِ مَلْبَسُهُ
غَنَّى عَلَى وَرَقٍ عَنْ كُلِّ أُغْنِيَةٍ
مِزْمَارُهُ قَلَمٌ وَالْكَفُّ يَضْرِبُهُ
وَجَاعِلُ الزُّهْدِ وَالْأَذْكَارَ دِرْعِيَةً
كَهْفُ الْكِتَابَةِ فِي دُنْيَاهُ مَسْكَنُهُ
جَابَ الْفَلَا مَعَ بُرَاقِ الْعَزْمِ تَلْبِيَةً
صَوْتُ الْهَدِيلِ يَكَادُ الْجُوعُ يَقْتُلُهُ
سَبْعًا طِبَاقًا عَلَى الْعَلْيَاءِ جَاوَزَهَا
وَأَمْطَرَ الدُّرَّ “تَفْسِيرًا” يُمَثِّلُهُ
كَمْ طَارِقٍ يَحْمِلُ الْآلَافَ مَسْأَلَةٍ
وَوَاعِظٍ أَصْبَحَ النَّيْرَانِ مِرْآتُهُ
وَجَاهِلٍ مُثْمِرٍ لِلنَّاسِ مُفْتَتِيًا
وَلَاجِئٍ شَعِثٍ أَشْفَاهُ غُلَّتُهُ
مَهْمَا نُجَادِلُ فِي الْآيَاتِ مُلْتَبِسٍ
نَادَى لَنَا مِنْ سَمَاءِ الْكَوْنِ هُدْهُدُهُ
لَاحَ الضِّيَاءُ وَفَرَّ الْجَهْلُ أَرْضَكُمُ
وَالْآنَ نُورٌ وَهَذَا الشَّيْخُ يُطْلِقُهُ
هَذَا هُوَ الْبَدْرُ وَالْإِمْدَادُ سِرِّيَةٍ
تَسْرِي عَلَى دَمِهِ كَالْبَحْرِ مَوْجَتُهُ
يَا غَرْبُ يَا قَارَةَ السَّمْرَاءِ عِنْدَكُمُ
حِبْرٌ فَرِيدٌ عَلَى الدَّوْرَانِ كَوْكَبُهُ
ضَاءَ الْبِلَادَ بِعِلْمٍ لَمْ يَغِبْ أَبَدًا
نُورٌ مِنَ اللَّهِ لَيْسَ النَّاسُ يُطْفِئُهُ
صَلَّى عَلَى سَيِّدِي مَا قَالَ قَائِلَةً
لَا شَكَّ لِي بِغَدٍ جِيلٌ سَيَذْكُرُهُ
بقلم/ الحاج حماد