
آسف.. أعتذر.. سامحني
كم هي ثقيلة هذه الكلمات على ألسنتنا! فبالرغم من خفتها وعذوبتها وجمال معانيها التي توحي بالرقي والتآخي، إلا أننا جعلناها ثقيلة ومرة المذاق.
بالله عليك، كم من الوقت مرّ عليك ولم تعطر فمك بهذه العبارات الرقيقة الحساسة؟ اسأل نفسك الآن: ما الذي يمنعك من أن تقول “آسف” لمن أسأت إليه؟ الاعتذار أبدًا لا يجرح كرامتك، بل على العكس، يجعلك كبيرًا في عين من أخطأت بحقه.
كثيرًا ما نسمع السباب الجارحة في زحمة المرور، عندما يعترض أحدنا من الأمام أو يلمس عطاره من الخلف. وكذلك في الأسواق والمستشفيات وجميع الأماكن العامة، وأحيانًا حتى في الحارة مع الجيران. ولا غرابة إن قلت إن روتيننا اليومي بصورة كلية عبارة عن مشاجرات ومشاحنات، وسوء فهم ينتج عنه عراك قد يؤدي إلى إراقة دماء وخسارة أرواح.
ولو سألت عن سبب الشجار، ستلاحظ في معظم الحالات أن السبب أتفه من أن يُذكر. ويرجع هذا إلى أن قاموسنا يفتقر إلى هذه الكلمات: “آسف”، “أعتذر”، “سامحني”.
صحيح أنها كلمات بسيطة، لكن أثرها عظيم في نفوس من كنا سببًا في جراحهم. فالاعتذار ثقافة إنسانية راقية، لا يتقنها إلا أصحاب العقول الراقية والنفوس الطاهرة. والاعتذار لا يعني أنك على خطأ، ولكن يعني أنك تقدر العلاقة التي تجمعك بالآخرين وتمنحها أهمية كبيرة.
يا من تقرأ مقالتي الآن، ازرع بذرة “التسامح” في نفسك وداخل محيطك، حتى يعم الرقي ويسود السلام.
بقلم: محمد نور محمد طاهر