
نفق كنفس آدم تائهة وسط عالم متعجرف، تنظر بأمل إلى سماء الله، لعل من بين هذا الضباب اللامتناهي نور يبدد ظلام هذا التيه. ولكننا في مدينة المعصية، حيث الابتلاءات نوتة من نوتات موسيقارنا العظيم. نستشفئ بالأماكن المظلمة التي تشبهنا من الداخل، بيادق في دنيا الأنا.
أيها الناموس الناقم، زدنا من جميل نقمك! أراك في أماسي الضجر رائعًا، ترسم لوحة الخندق الأخير، ترسم مآسيك مبتسمًا بعينين دامعتين تبلل وثيقة الخلاص. والحق أنك لن تنجو، فسوف يلاحقك الليل بفواتير أمسك الباهت.
وما زلت تنظر بأمل! إلى أزقة هذه المدينة، إلى هذه الوجوه المحتالة والبريئة. ما زلت تنظر بحب وخوف ورجاء. أنت متأزم بك وباختياراتك أيضًا، لا ملاذ لك إلا أنت. ستدرك في وقت متأخر أنك في عالم حيواني، لن تصبح زوربا، لأنك في مدينة اللامعالم، حيث لا قافلة يوسف ولا حوت يونس ولا سفينة نوح.
لا منقذ لك، أيها الحانوتي البائس! فبربك، كف عن هذا الأمل. أقصى ما يمكنك فعله هو أن تهرب إليك فتحتويك. إن هذه النظرة الشاردة التي تعلو محياك قد تكون ضريبة سخطك على نمط هذه الحياة، ولكنها حياتك.
كنت تقضي لياليك منتشياً بين نهدي آنسة وكؤوس النصر المبين. أقرع طبولك مجددًا وأنظر إليك، أيها المتظاهر بالجمال والبراءة، التائه في نفق آدم، الباحث عن تفاحة الخلود. نخبك.
بقلم/ حمزة آدم نور